ahmedyousef عضو جديد
عدد المساهمات : 20 نقاط : 4712 تاريخ التسجيل : 01/03/2012 الجنس :
| موضوع: محاضرات مفرغة الخميس مارس 01, 2012 2:22 pm | |
|
[size=12][size=21][b]بسم الله الرحمن الرحيم [/size][/b]
[size=21][b]محاضرات مفرغة 1- فضل قيام الليل
بسم الله الرحمن الرحيم
فضل قيام الليل الشيخ سليمان بن محمد اللهيميد
بسم الله الرحمن الرحيم إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلن تجد له ولياً مرشداً ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم تسليماً كثيراً . ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ ) .
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ) . أما بعد : أيها الحضور ، أيها الإخوة ، ضمن المحاضرات التي هي بعنوان : الفضائل ، فإن الموضوع لهذه الليلة بعنوان : فضل قيام الليل . لاشك أخي المسلم ! أن قيام الليل من العبادات الجليلة ، والعبادات العظيمة . قيام الليل : عبادة جليلة ، عبادة عظيمة ، تدل على قوة الإيمان ، ورضا الرحمن . قيام الليل : علامة المتقين ، ودليل المخلصين . قيام الليل : عبادة حافظ عليها الصالحون ، وتربى عليها المجتهدون . قيام الليل : عبادة تدل على قوة الإيمان ورسوخ اليقين والشوق إلى لقاء رب العالمين . قيام الليل : مدرسة الزاهدين ، وخلوة العابدين ، وشرف الصالحين . قيام الليل : تجديد للإيمان ، وقمع للشيطان . قيام الليل : من الطاعات الجليلة والقربات العظيمة . جاءت النصوص الكثيرة من الوحيين في بيان فضله والثناء على أهله ، وتكاثرت الأدلة على فضل هذه العبادة الجليلة . فمن فضائل قيام الليل : أولاً : أن الله تبارك وتعالى مدح أهله . قال تعالى ( تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفاً وَطَمَعاً وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ . فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّا أُخْفِيَ لَهُم مِّن قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاء بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ) . قال ابن كثير : تتجافي جنوبهم عن المضاجع : يعني بذلك قيام الليل وترك النوم والاضطجاع على الفرش الوطيئة . يدعون ربهم خوفاً وطمعاً : أي خوفاً من وبال عقابهِ وطمعاً في جزيل ثوابهِ . ومما رزقناهم ينفقون : فيجمعون بين فعل القربات اللازمة والمتعدية . إذاً : يقومون الليل ويدعون ربهم خوفاً وطمعاً ، وهكذا المؤمن يعمل ويخاف بخلاف المنافق لا يعمل ولا يخاف ؟؟ دائماً آمن . ولذلك يقول الله تعالى في وصف أوليائه ( وَيَدْعُونَنَا رَغَباً وَرَهَباً وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ ) . وقال تعالى(رِجَالٌ لَّا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاء الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْماً تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ ) . فالمؤمن يعمل ويجتهد ويثابر ويخاف ألا يتقبل منه . ولذلك لما نزلت قول الله تعالى (وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوا وَّقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ ) قالت عائشة : أهم الذين يسرقون ويزنون ؟ فقال r : لا يا ابنة الصّدِّيق ، ولكنهم الذين يعملون ويخافون ألا يتقبل منهم . فالمؤمن يعمل ويخاف ولذلك يقول الحسن البصري : ما أمنَه إلا منافق ، يعني النفاق ، ما أمنه إلا منافق . إذاً : مدح الله عز وجل أولئك الأبطال ، أولئك الرجال ، أولئك العظماء ، الذين يتركون الفرش الجميلة ، وقاموا سجداً وقياماً وركعاً ، يصلون الليل ، يخافون ربهم خوفاً وطمعاً . ولذلك قال تعالى ( فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّا أُخْفِيَ لَهُم مِّن قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاء بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ) .
قال ابن كثير : أي فلا يعلم أحد عظمة ما أخفى الله لهم في الجنات من النعيم المقيم واللذات التي لم يطلع على مثلها أحد ، لما أخفوا أعمالهم أخفى الله لهم من الثواب ، جزاءً وفاقاً ، فإن الجزاء من جنس العمل . قال الحسن البصري : أخفى قوم عملهم ، فأخفى الله لهم ما لم تر عين ولم يخطر على قلب بشر . ولذلك جاء في الحديث قال النبي صلى الله عليه وسلم قال تعالى ( أعددت لعبادي الصالحين ، ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر ، قال أبو هريرة اقرؤوا إن شئتم : فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا يعملون ) متفق عليه . قال الشاعر : يا نفسُ قومي فقد نام الورى إن تصنعي الخيرَ فذو العرشِ يرى وأنتِ يا عينُ دعي عنكِ الكرى عند الصباحِ يحمد القومُ السُّرَى ثانيا : قيام الليل من علامات المتقين . قال تعالى } إن المتقين في جنات وعيون آخذين ما آتاهم ربهم إنهم كانوا قبل ذلك محسنين . كانوا قليلاً من الليل ما يهجعون . وبالأسحار هم يستغفرون { . فلا يستقر بهم حال ، ولا يثبت لهم نوم ، ولا يغمض لهم جفن لخوفهم من الوعيد ورجاءهم فيما عند الله من النعيم . فمن أراد أن يحقق التقوى وأن يكون متقياً لله فليعمل بأسبابها ، ومن أعظم أسبابها قيام الليل ، فمن قام الليل وجاهد نفسه وترك الفراش الجميل ، وقام بالبرد القارص فإن ذلك من أعظم علامات التقوى . ولذلك قال بعض العلماء : إنما سموا متقين لأنهم اتقوا ما لا يتقى . تقوى الله فضلها عظيم ( إن للمتقين مفازاً ) . ( إن أكرمكم عند الله أتقاكم ) ( ثم ننجي الذين اتقوا ) والآيات في هذا كثيرة . إذاً : من علامات المتقين قيام الليل : قال الحسن البصري في الآية : لا ينامون من الليل إلا أقله ، كابدوا قيام الليل . قال الأحنف بن قيس : عرضت عملي على أعمال أهل الجنة ، فإذا قـوم قد باينونا [ أي خالفونا ] بوناً بعيداً ، لا تبلغ أعمالهم ثم قرأ : كانوا قليلاً من الليل ما يهجعون . وفي قوله سبحانه ( وبالأسحار هم يستغفرون ) قال الرازي في الآية : إشارة إلى أنهم كانوا يتهجدون ويجتهدون ثم يريدون أن يكون عملهم أكثر من ذلك ، وأخلص منه ، فيستغفرون من التقصير ، وهذه سيرة الكريم : يأتي بأبلغ وجوه الكرم ويستقله ويعتذر من التقصير ، واللئيم يأتي بالقليل ويستكثره ويمن به . إذاً : ينبغي علينا أن نحرص على هذه العبادة ما دام أن أول صفة بل من أعظم صفات المتقين أنهم لا ينامون من الليل إلا قليلاً . فأين أولئك الذين يسهرون على المحرمات ، ويسهرون على المنكرات ، وينامون عن الواجبات ، فاحرص أخي المسلم لتكون من المتقين : يا رجال الليلِ جدوا ربَّ داعٍ لا يُـرَدُّ ما يقـومُ الليلَ إلا مَنْ له عزمٌ وجـدُ ليس شيءٌ كصـ لاة الليلِ للقبرِ يُعَدُّ ثالثاً : قيام الليل : من صفات عباد الرحمن . أولياء الله ومن أسباب دخول الجنة . يقول تعالى في وصف عباد الرحمن : ( وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّـدًا وَقِيَامًا وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا اصْـرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَامًا ....... أولَئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِمَا صَبَرُوا وَيُلَقَّوْنَ فِيهَا تَحِيَّةً وَسَلَامًا خَالِدِينَ فِيهَا حَسُنَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا ) . فهذه من أعظم صفات عباد الرحمن الخلَّص ، الصفوة . فليلهم خير ليل ، سجداً وقياماً ، طاعة لله وانكساراً . فيا سبحان الله : ألا تزيدك هذه الصفة الاجتهاد في قيام الليل والانضمام إلى عباد الرحمن ؟؟ ألا تحب أن تتشبه بهؤلاء العظماء – الصفوة – الذين مدحهم الله وأثنى عليهم ، بل هم من أوليائه ، أولياء الله : الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون . يضعون الجباه لله عز وجل الذي خلقهم وأعطاهم وشرفهم ، يشكرون الله تعالى على هذه النعمة . فأين الذين يبيتون على القنوات المحرمة ، أو الأفلام الساقطة ، أو الألعاب المضيعة للأوقات ، ليلهم بالمحرمات ويتركون الواجبات . فأين المشمر ، وأين اللبيب ، أين من يرى الموت بدأ يأخذ الناس صغاراً وكباراً ، فاستغَلّ هذه الحياة الدنيا ، واستغل ليله في طاعة الله عز وجل قبل هجوم هاذم اللذات [/size][/b][/size] | |
|