ميدو المصري عضو جديد
عدد المساهمات : 3 نقاط : 4268 تاريخ التسجيل : 29/03/2013 العمر : 34 تاريخ الميلاد : 03/04/1990 الجنس : البلد : الهوايه : العمل :
| موضوع: ليس الشديد بِالصُّرَعَةِ الجمعة مارس 29, 2013 4:38 am | |
| الغضب وإن كانت حقيقته جمرة تشعل النيران في القلب ، فتدفع صاحبها إلى قول أو فعل ما يندم عليه ، فهو عند النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قولٌ بالحق ، وغيرةٌ على محارم الله ، ودافعه دوماً إنكار لمنكر ، أو عتاب على ترك الأفضل . والغضب له وظيفة كبيرة في الدفاع عن حرمات الله ودين الله ، وحقوق المسلمين وديارهم ، لكنه إذا ابتعد عن هدي النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ تحول إلى شر وعداوة ، وخلافات وفرقة .
والغضب ينقسم إلى نوعين : غضب محمود وآخر مذموم ، ولكل منهما آثاره على النفس والمجتمع ، من سعادة أو شقاء ، وثواب أو عقاب . فالغضب المذموم هو ما كان لأمر من أمور الدنيا ، وكان دافعه الانتصار للنفس ، أو العصبية والحميّة للآخرين .. وهذا الغضب تترتب عليه نتائج خطيرة على صاحبه وعلى مجتمعه ، ومن ثم حذرنا منه الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ ، وأوصانا بعدم الغضب في أحاديث كثيرة ، ومناسبات عِدَّة ، من ذلك : قوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ : ([color:3444=008000] ليس الشديد بِالصُّرَعَةِ[color:3444=008000] ، إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب ) رواه[color:3444=800000] البخاري . والصٌّرَعة: هو الذي يغلب الناس بقوته. وعن [color:3444=800000]أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال : ([color:3444=008000] أن رجلاً قال للنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ : أوصني ، قال : لا تغضب ، فردد مراراً ، قال : لا تغضب ) رواه[color:3444=800000] البخاري ، وفي رواية ([color:3444=008000] لا تغضب ولك الجنة ) رواه[color:3444=800000] الطبراني . أما الغضب المحمود فهو ما كان يغضبه رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ لله ولحرماته ، ولم يكن لنفسه فيه نصيب ، وكان بسبب اعتداء على حرمة من حرمات الله ، أو قتل نفس مسلمة ، أو أخذ مال بغير حق ، وغيرها من المحرمات والمحظورات التي نُهِيَ عنها في دين الله ، ففي مثل هذه الحالات كان غضبه ـ صلى الله عليه وسلم ـ . عن [color:3444=800000]عائشة ـ رضي الله عنها ـ قالت: ([color:3444=008000] ما ضرب رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ شيئا قط بيده ، ولا امرأة ولا خادما ، إلا أن يجاهد في سبيل الله ، وما نيل منه شيء قط فينتقم من صاحبه ، إلا أن ينتهك شيء من محارم الله ، فينتقم لله عز وجل ) رواه[color:3444=800000] مسلم . فلم يغضب النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ لنفسه أبدا ، يبين ذلك [color:3444=800000]أنس ـ رضي الله عنه ـ فيقول : ([color:3444=008000] خدمت رسول الله ـ صلى الله عليه و سلم ـ عشر سنين ، لا والله ما سبني سبة قط ، ولا قال لي أف قط ، ولا قال لي لشيء فعلته لم فعلته ، ولا لشيء لم أفعله ألا فعلته ) رواه[color:3444=800000] أحمد . [color:3444=0000ff]أما مواقفه ـ صلى الله عليه وسلم ـ التي غضب فيها لله فهي كثيرة ، منها : عن [color:3444=800000]عائشة ـ رضي الله عنها ـ أن قريشا أهمهم شأن المرأة المخزومية التي سرقت فقالوا : من يكلم فيها رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ (أي في العفو عنها) ، فقالوا : ومن يجترئ عليه إلا [color:3444=800000]أسامة حب رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ، فكلمه [color:3444=800000]أسامة ، فقال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ : ([color:3444=008000] أتشفع في حد من حدود الله ؟!، ثم قام فاختطب فقال : أيها الناس إنما أهلك الذين من قبلكم أنهم كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه ، وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد ، وايم الله لو أن[color:3444=800000] فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها ) رواه[color:3444=800000] مسلم . ومن مواقفه ـ صلى الله عليه وسلم ـ التي ظهر غضبه فيها ، حين بعث [color:3444=800000]أسامة بن زيد ـ رضي الله عنه ـ في سريّة ، فقام بقتل رجلٍ بعد أن نطق بالشهادة ، وكان يظنّ أنه إنما قالها خوفاً من القتل ، فبلغ ذلك النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ فغضب غضباً شديداً ، وقال له : ([color:3444=008000] أقال : لا إله إلا الله وقتلته ؟!، قلت : يا رسول الله ، إنما قالها خوفا من السلاح ، قال : أفلا شققت عن قلبه حتى تعلم أقالها أم لا ؟!، فما زال يكررها حتى تمنيت أني أسلمت يومئذ ) رواه [color:3444=800000]مسلم . وعن [color:3444=800000]عائشة ـ رضي الله عنها ـ قالت: ([color:3444=008000] دخل عليّ النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وفي البيت قرام (وهو الستر الرقيق)[color:3444=008000] فيه صور ، فتلوّن وجهه ـ صلى الله عليه وسلم ـ ، ثم تناول الستر فهتكه ، وقال : من أشد الناس عذابا يوم القيامة ، الذين يصوّرون هذه الصور ) رواه[color:3444=800000] البخاري . وشكا إليه رجل إطالة الإمام في صلاته ، ومشقة ذلك على المصلّين ، فغضب ـ صلى الله عليه وسلم ـ حتى قال [color:3444=800000]أبو مسعود : " ما رأيته غضب في موضع كان أشد غضبا منه يومئذ " ، ثم قال ـ صلى الله عليه وسلم ـ : ([color:3444=008000] يا أيها الناس ، إن منكم لمنفرين ، فأيكم ما صلى بالناس فليتجوز، فان فيهم الضعيف والكبير وذا الحاجة ) رواه[color:3444=800000] أحمد . بل كان يغضب ـ صلى الله عليه وسلم ـ لمجرّد تباطؤ الناس عن الخير، فعن[color:3444=800000] جرير بن عبد الله ـ رضي الله عنه ـ قال : ([color:3444=008000] خطبنا رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فحثنا على الصدقة ، فأبطأ الناس ، حتى رؤى في وجهه الغضب ) رواه[color:3444=800000] أحمد . من هذه المواقف وغيرها يتبين لنا أن الرسول ـ صلى الله عليه وسلم كان يغضب ، وفي الوقت نفسه لا يغضب إلا إذا انتهكت حرمات الله ، أو تأخر الناس عن فعل الخير .. لا انتصار فيه للنفس ، ولا مدخل فيه للهوى أو حب الدنيا .. ومن ثم فعلى المسلم أن يتجنب أسباب الغضب ودواعيه ، من الحقد والحسد ، والحرص على الدنيا ، والجدال والخلاف .. وغير ذلك من الأمور التي نهى عنها النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ في أحاديث كثيرة . [color:3444=0000ff]هديه ـ صلى الله عليه وسلم ـ في علاج الغضب : الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم ، فالشيطان الذي أخرج آدم ـ عليه السلام ـ من الجنة ، ودفع قابيل لقتل هابيل[color:3444=800000] ، هو نفسه الذي يثير الغضب ، فلا يترك الإنسان حتى ينساق له ويتمثل لأمره ، لذا أرشدنا الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ إلى الاستعاذة من الشيطان الرجيم عند الغضب ، لأنه يجري من ابن آدم مجرى الدم . عن [color:3444=800000]سليمان بن صرد قال : ([color:3444=008000] استب رجلان عند النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ فجعل أحدهما تحمر عيناه وتنتفخ أوداجه (العروق المحيطة بعنقه)[color:3444=008000] ، قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ : إني لأعرف كلمة لو قالها لذهب عنه الذي يجد، أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ) رواه[color:3444=800000] مسلم . وعن[color:3444=800000] أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال : قال ـ صلى الله عليه وسلم ـ : ( [color:3444=008000]إذا غضب الرجل فقال أعوذ بالله ، سكن غضبه ) . ومن وصايا النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ للغاضب : أن يغير مكانه ، فإذا كان واقفًا فليجلس أو يضطجع ، فعن [color:3444=800000]أبي ذر ـ رضي الله عنه ـ أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال : ([color:3444=008000] إذا غضب أحدكم وهو قائم فليجلس ، فإن ذهب عنه الغضب وإلا فليضطجع ) رواه[color:3444=800000] أبو داود . وفي ذلك علاج لتهدئة النفس ، وإخماد نار غضبها ، لأن الإنسان في حالة الوقوف يكون مهيئًا للانتقام أكثر منها في حالة الجلوس ، وفي حالة الجلوس منها في حالة الاضطجاع ، لذا جاء الوصف النبوي بهذه الوصفة الدقيقة ، التي أكدتها الدراسات النفسية المعاصرة . السكوت وضبط اللسان هدي ودواء نبوي لعلاج الغضب ، لقوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ : ([color:3444=008000] علِّموا ، ويسِّروا ولا تعسّروا ، وإذا غضب أحدكم فليسكت ، قالها ثلاثًا ) رواه[color:3444=800000] أحمد . فإطلاق اللسان أثناء الغضب قد يجعل الإنسان يتلفظ بكلمات يندم عليها بعدها ، ومن ثم أوصى النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ الغاضب بالسكوت ، وأوصى المسلم بوجه عام بقول الخير أو الصمت ، فقال ـ صلى الله عليه وسلم ـ : ([color:3444=008000] من كان يؤمن بالله واليوم الآخر ، فليقل خيرا أو ليصمت ) رواه[color:3444=800000] مسلم . ومن هديه ـ صلى الله عليه وسلم ـ في علاج الغضب كظمه بالحلم والعفو ، ولا شك أن ذلك يفتح أبواب المحبة والتسامح بين الناس ، ويسد أبواب الشيطان التي يمكن من خلالها أن يدخل بين المسلمين ، فيثير العداوات والبغضاء في صفوفهم ، بل ويرتقي بالغاضب إلى الإحسان إلى من أساء إليه .
وهديه ـ صلى الله عليه وسلم ـ القولي والفعلي في عدم الغضب وكظم الغيظ والعفو كثير، من ذلك :
قوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ: ([color:3444=008000] من كظم غيظًا وهو يستطيع أن ينفذه ، دعاه الله يوم القيامة على رؤوس الخلائق حتى يخيِّره أي الحور شاء ) رواه[color:3444=800000] ابن ماجه . وقوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ: ([color:3444=008000] ما نقصت صدقة من مال ، وما زاد الله عبدًا بعفو إلا عزًا ، وما تواضع أحد لله إلا رفعه الله ) رواه[color:3444=800000] مسلم . فهذه الأحاديث وغيرها تحث المسلم على عدم الغضب ، بل على العفو والتسامح ، والابتعاد عن الانتقام ، وتبين الأجر العظيم لذلك في الدنيا والآخرة . وعن [color:3444=800000]أنس ـ رضي الله عنه ـ قال : ([color:3444=008000] كنت أمشي مع رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وعليه بُرد نجراني غليظ الحاشية ، فأدركه أعرابي ، فجبذه بردائه جبذة شديدة ، فنظرت إلى صفحة عاتق النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قد أثّرت بها حاشية الرداء من شدة جبذته ، ثم قال : يا محمد ، مُرْ لي من مال الله الذي عندك ، فالتفت إليه فضحك ، ثم أمر له بعطاء ) رواه [color:3444=800000]البخاري . هكذا كان هدي النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ، فهو أَمْلَكُ الناس لنفسه في مواطن الغضب ، إلا أن تُنتهك حرمات الله تعالى ، فعندها يغضب ، فما أحوجنا للامتثال بهديه صلى الله عليه وسلم ، في الرضا والغضب ، بل في حياته كلها . | |
|
MoHaMmEd92 عضو جديد
عدد المساهمات : 7 نقاط : 4273 تاريخ التسجيل : 29/03/2013 العمر : 44 تاريخ الميلاد : 03/04/1980 الجنس : البلد : الهوايه : العمل :
| موضوع: رد: ليس الشديد بِالصُّرَعَةِ الجمعة مارس 29, 2013 9:03 pm | |
| جَزَاك الْلَّه خَيْر الْجَزَاء وَشُكْرَا لَطـــرَحُك الْهَادَف وَإِخْتِيارِك الْقَيِّم رِزْقِك الْمَوْلَى الْجِنـــــــــــــة وَنَعِيْمَهَا وَجَعَلـ مَا كُتِب فِي مَوَازِيّن حَســــنَاك وَرَفَع الْلَّه قَدْرَك فِي الْدُنَيــا وَالْآخــــرَّة
| |
|